ملخص البحث :

إن للإعراب أثرا بارزا في كشف الدلالات والمعاني وإزالة اللبس ومعرفة المقاصد ، وكما أنه ينماز بإعطاء الكلمة حرية في التركيب من حيث التقديم والتأخير دون أن يؤثر ذلك على وظيفتها داخل السياق ، وهذه من مميزات اللغة العربية لغة القرآن الكريم المعربة والتي تميزت بها عن سائر اللغات الأخرى غير المعربة التي تلتزم الكلمة فيها رتبة واحدة والتي تفقدها كثيرا من المرونة التي تتيحها لها وجوه الإعراب . وما كان للعرب أن يلتزموا هذه الحركات ويحرصوا عليها ذلك الحرص كله، وهي لا تعمل في تصوير المعنى شيئًا. وأنت تعلم أن العربية لغة الإيجاز، وأن العرب كانوا يتخففون في القول ما وجدوا السبيل؛ يحذفون الكلمة إذا فهمت، والجملة إذا ظهر الدليل عليها، والأداة إذا لم تكن الحاجة ملجئة إليها، كالتاء علم التأنيث - يلحقونها بالوصف لتدل على التأنيث الموصوف، مثل مؤمنة وصابرة، فإذا كان الوصف خاصا بالمؤنث تركوها استغناء عنها كما في أيم، وظئر، ومرضع.